قد تعدَّدت الحكَم والأمثال، التي تصِف الإنسانَ في كل حال، ولقد جاءت الآيات البيِّنات فيها مقصد ومنال، فقد خَلَق اللهُ الإنسانَ وجعل له بنين وبنات، وجعل في هذه الحياة كثيرًا مِن العِبَر والعِظات، فالإنسان بطَبْعه يُحب التآلُف والتعارُف، ويَكره التباغُض والتخالُف، فإما أن يكون ذاك الخِلُّ سببًا في السعادة والهناء، أو سببًا في التعاسة والشَّقاء، فكما يُقال: الصاحِب ساحب، فكيفما كان فإنَّه يؤثر على صاحبه ذلك الصاحب، إنْ كان خيِّرًا فخيره على الصاحب يعمّ، وإنْ كان سيِّئًا فشرُّه على الصاحب كالسُّمّ، فكم مِنْ صاحبٍ أصبح أخا! وكم مِن صاحبٍ قد نصب لصاحبه فخّا!