هي رحلة إلى قاع الخراب الذي تتقاطع فيه حيوات بطلي الرواية، إلهام ونشوان: خراب اليمن، خراب الواقع العربي الذي تهيمن عليه ثقافة بطريركية ظلامية مستبدة.
بطلاها إنسانان جميلان رهيفان رسما بميكروسكوبية فنية دقيقة لا يمكن للقارئ إلا أن يقع أسير عشقهما. حياتهما التي تنتقل بين عوالم يمنية وعربية وغربية مختلفة (رسمت علاقتهما بها بنفس الحساسية الفنية الرهيفة) تدور بغموض في فلك سر غامض لا ينبلج الا بعد دهر من السعادة والآلام الغامضة.
يقول بطل الرواية: “في الثانية من عُمري، أو ربّما الخامسة، لا أستطيعُ القطعَ في ذلك بدأتُ عذابَ جهنّم! لا أستطيعُ، بين هاتين السنتين، تحديدَ اللحظة التي انكسرت فيها حياتي إلى الأبد!”.
“أسألكَ العُذر! لأنَّ هذه الكلمات، المخضَّبة بألمٍ مُترَسِّبٍ، تصل إلى قلمي لوَحدِها، دون تفكير، تصعدُ دون إستئذان من قاع الذاكرةِ التي جاهدتُ طويلاً لِطمسها، هي وحدها أصدق مستهلٍّ لقصَّةٍ حياتي!…”.