يقول مصحح الكتاب في بدايته، عن قيمته: فقد يجد به النحوي الأماني، ويجد فيه (الراغب) في اللغة (جمهرة) من المفردات، وينال منه الصرفي مسائل (كافية) له، (شافية) لعلته، ويتبين فيه للبياني كيف يسبك المعنى الواحد في أساليب مختلفة، بأرق عبارة وأرقى أسلوب ولا يعرض عنه العروضي لجذاب فوائده، ونوادر فرائده إلى غير ذلك مما لا يدرك إلا بمطالعته ومتابعة دارسته بالتأمل.
وعن محتوى الكتاب، يقول شكيب أرسلان الذي وطأ له بمقدمة: إن أبا العلاء يتكلم على بعض ما يبدو له من الملاحظات على شعر البحتري فينتقد ويستحسن، ويرفع ويخفض، ويشرح ما يعتقده خافياً على الجمهور، ويبين مفارقات وموافقات، ويشير إلى ما أخذه الناس على الشاعر أو يرد كلامهم؛ ثم أورد أنموذجاً من الكتاب وختمه بقوله: فهذا النمط هو نمط عبث الوليد ومن أجل ذلك كان هذا الكتاب من أنفس الكتب وأجدرها بالمطالعة.