هبط الموت على مصر، وهبط الحزن على الشعب. فقد مات الزعيم . مات المعلم. مات الأب والإنسان. مات جمال عبد الناصر..وفي ذلك اليوم الرمادي يوم موته ماتت الأشجار واقفة وتجمد سواد العيون لا تصدق الخبر وامتلأت أفواهنا بالملح من شدة الحزن. فقد توقف قلب مصر حين توقف قلب هذا الرجل. ابن الشعب. مؤسس الجمهورية، وصاحب الدعوة العنيدة لوحدة الوطن وكرامة المواطن وأشجع الرجال في وجه العاصفة.
إن وفاة جمال عبد الناصر صدمة مفاجئة وخسارة لا يمكن أن تعوض لقد كان لا يهدأ أبد. وكان كل أمله أن يري حياة شعبه قد تحسنت، ويري الوحدة العربية وقد تحققت. إن جمال عبد الناصر واحد من البناة الذين سعوا إلي تحقيق وحدة أفريقيا.. وقد كانت حياته القصيرة حياة غنية ولم يكن أحد سواه يستطيع القيام بما قام به لما كان له من نفوذ عظيم في كل الدول العربية.