هذه الخطيئة جعلت التليسي يجود بوصية أخرى. وصية أعادتني الى الوراء سنوات لأنها ترجمت وصية أخرى سمعتها من حكيم آخر هو غائب طعمه فرمان، قبل أن أتلقاها تالياً من تولستوي مبثوثة في جملة صغيرة: “أحرص أن تكتب عما تعرف؟”. هذا ما ردده التليسي في تلك الأمسية أيضاً عندما نوّه بقصة “الصلاة” الحاملة لروح المكان، كما نوّه فرمان قبله تماماً… كانت أصوات الحكمة كلها تدعوني للعودة الى الوراء. وكانت نزعة الإجماع هذه بمثابة نبوءة لم يكن لي أن أدركها كما ينبغي بعد. لم أدركها ربما لأني لم أعبر الجحيم بما يكفي كي احتفر في الروح طريق الخلاص بالمثول في حضرة الصحراء. ولهذا السبب لم يكن من قبيل المصادفة، كما يبدو، أن يكون هذا الحكيم هو أول من حرَّضني على اقتحام حصون الرواية.