في الجزء الذي بين أيدينا؛ تصل بنا الحكاية لتسرد حقبةً بلغت فيها الأمة أَوْجَها وازدهارها بعد أن كابدت الكثير؛ ألا وهي حقبة الدولة العباسية؛ فبعد أن استطاع العباسيون أن يُزيحوا «بني أمية» عن درب الخلافة، وانتقلت العاصمة من «دمشق» إلى «الكوفة» ثم «الأنبار»، شُيِّدت «بغداد» عام ١٥٨ﻫ على يد «أبي جعفر المنصور»، وصارت عاصمة الخلافة الإسلامية، وواحدةً من أكبر مدن العالم وأجملها، فشهدت أرضها على ازدهار مُبهر ميَّزها أدبًا وفنًّا وعلمًا ومعمارًا، وأخرج لنا مِن رَحِمها خير هذه الأمة على مدار ثلاثة قرون. يُفرد الكاتب هذا الجزء ليُعرفنا بكل ذلك وأكثر، مُفصلًا في أحوال دولة «بني العباس» وعهد كل أميرٍ من أمرائها، في الفترة ما بين عامَي ١٣٢ﻫ و٢٣٢ﻫ.