أعتقد اهل القرية أن في رزق “شئ لله” .. وتركوه يتجول في الأزقة يفعل ما يريد.. ويدخل أى بيت ليأكل عندما يريد أن يأكل.. وينام عندما يريد أن ينام.. ولكنه كان يفضل دائما أن يبقى تحت شجرة الجميز،خارج القرية، لا يقوم من تحتها إلا تحت إصرار معدته الخاوية. وكان من حق رزق أن يقول اى كلام.. وأهل القرية يضحكون على كل كلام يقوله.. وكان دائما- منذ كان طفلا- يحمل تحت إبطه علبه من الصفيح.. علبة متآكلة، صدئة،قذرة ، لم يكن أحد من أهل القرية يعلم ما بها.. ولم يكن رزق يسمح لأحد بأن يرى ما في علبته أو حتى يلمسها..
وهى دائما تحت إبطه.. أصبحت هذه العلبة قطعة منه.. وأهل القرية يتندرون عليها.. على العلبة.. ويحكون عنها الحكايات.. ويتوهمون أشياء كثيرة غريبة في داخلها.. دون أن يستطيع أحد أن يرى ما فيها، ولا أن يلمسها.
أنا الوحيد الذي كان لي حق لمس علبة رزق ، أن الوحيد الذي كنت أعلم ما بداخله