أصول الفقه من العلوم التي أنشأها العقل المسلم على مثال غير مقلد لأى أمة سبقته في هذا المضمار شأنه في ذلك شأن مصطلح الحديث وعلومه، حيث تشتمل هذه العلوم على نقد السند والمتن معا حتى يتم الحكم على المنقول بالقبول أو الرد، وهذا منهج جديد ابتدعه المسلمون دون سواهم من الأمم. وعلم أصول الفقه منهج للتعامل مع النص الشرعي وبيان الإجراءات اللازمة للتعامل مع النص لفهمه، وتعد هذه الإجراءات التي يشتمل عليها علم أصول الفقه ناتجة من رؤية كلية تمثل مباحث الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام.
ويستعرض الكتاب نقاط التلاقي والعلاقة بين أصول الفقه والفلسفة الإسلامية، حيث تعد الفلسفة الإسلامية هي القاعدة الأساسية لمجموعة الاجراءات اللازمة للتعامل مع النص وفهمه. والأصولي الفقهي لن يجيد التعامل مع علم الأصول إلا بإجادته لمباحث الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام.