الخليفة الراشد والمصلح الكبير عمر بن عبد العزيز
هذا الكتاب هو جزء من كتاب ” الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار” أفرده المؤلف لإظهار عظمة هذه الشخصية المتمثلة بالخليفة عمر بن عبد العزيز ، والذي سماه العلماء : الخليفة الراشدي الخامس ، لزهده وورعه، وشدة خوفه من الله تعالى ، وتواضعه وحلمه ، وصفحه وعفوه ، وصبره وحزمه، وعدله وتضرعه ،ودعائه واستجابة الله تعالى له .
اضطلع عمر بن عبد العزيز بمهمة الإصلاح لشؤون البشر ، بعد مصلح الإنسانية الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده ، وسار على منهاج النبوة باهتمامه بعقائد أهل السنة والجماعة وكل ما يتعلق بها من مفهوم الإيمان والدعوة للاعتصام بالكتاب والسنة .
أما في حياته الاجتماعية، فنرى اهتمامه بأولاده وأسرته ومنهجه في التربية كما نرى اهتمامه بالإصلاح الاجتماعي كإنكاره للعصبية القبلية، وانتشار المدارس في عهده وعهد الدولة الأموية كمدارس الشام والحجاز والعراق ومصر …
كما اهتم بنشر الدعوة فأرسل العلماء الربانيين إلى شمال إفريقيا وغيرها لتعليم الناس وتربيتهم على الكتاب والسنة .
كما اهتم بالإصلاحات المالية والاقتصادية من إعادة توزيع الدخل والثروة بشكل عادل، وفتح الحرية الاقتصادية بقيود، واتباع سياسة زراعية تمنع بيع الأرض الخراجية وتعتني بالمزارعين ،وإحياء الأرض الموات وتوفير البنى التحتية .
واهتم بترشيد الإنفاق العام كقطع الامتيازات الخاصة بالخليفة وبأمراء الأمويين … إلخ .
أما المؤسسة القضائية فترى بعض اجتهاداته الفقهية كرأيه في الهدية ، ونقص الأحكام إذا خالفت النصوص الشرعية . أما في سياسته الإدارية فقد انتقى عماله من أهل الخير والصلاح وأشرف مباشرة على إدارة شؤون الدولة .
إن عمر بن عبد العزيز نموذج إصلاحي لمن يريد السير على منهاج النبوة وعهد الخلافة الراشدة رحمه الله وأكرم مثواه .