«كانَ اهتمامِي يتَّجهُ أكثرَ نحوَ إنقاذِ أجسادِ البناتِ وعُقولِهِن، وهذا أَمرٌ طبيعيٌّ؛ لأني امرأةٌ وطبيبةٌ عِشتُ بجَسدِي وعَقلِي مَآسِيَ النِّساء، خاصةً الفقيراتِ مِنهُن.»
شَكَّلتْ بعضُ تأويلاتِ الدِّينِ والأخلاقِ أبعادًا عِدَّةً لقضيةِ المرأةِ في العالَمِ العَرَبي؛ فانحدرَتْ مِنهما مُحرَّماتٌ ومَحظُوراتٌ تَوارَثتْها الأجيال، حتى استحالَتْ إلى قَواعدَ مُجتمَعِيةٍ ثابتةٍ أدَّتْ إلى هَضمِ حقِّ المَرأة، وهَتكِ خُصوصِيَّاتِها الجَسديةِ والعَقلِية، وفَرضِ أُسسٍ فِكْريةٍ ودِينيةٍ وأخلاقيةٍ وسِياسيةٍ واقتصاديةٍ قسَّمتِ المُجتمعَ إلى أَسْياد؛ وهُمُ الرِّجالُ وكِبارُ المُلَّاك، وأشياء؛ وهُمُ النساءُ والعَبيدُ والحَيوانات. هكذا أَجملَتْ نوال السعداوي مُعضِلةَ المَرْأة، مُرجِعةً إيَّاها إلى أَصلٍ واحدٍ وهو الصِّراعُ بينَ النِّظامِ الأَبويِّ الذي يَقومُ على تَصنيفِ البَشرِ على أساسِ الجِنسِ والطَّبقةِ والعِرْق، وبينَ النِّظامِ الإنسانيِّ الذي يُعلِي مِن قِيَمِ المُساواةِ والحُرِّيةِ والعَدْل.