فتح الله لا يملك من هذه الدنيا سوى ملابسه القديمة، ومحفظة أحزان صغيرة تصحبه أنَّى حَلَّ وارتحَل؛ لم يزل يحتفظ فيها بثلاثة مفاتيح عتيقة!
الأول: مفتاح “الباب العالي” في إسطنبول، والثاني: مفتاح “باب حِطَّة” في المسجد الأقصى، والثالث: مفتاح “جامع قرطبة” في أندلس الأشجان!
رجلٌ وحده يسمع أنين الأسوار القديمة، ونشيج الريح الراحل ما بين طنجة وجكارتا! وبكاء النورس عند شواطئ غادرتها سفن الأحبة منذ زمن غابر، ولكن لم يشرق لعودتهم بعد شراع!.. فيبكي!
رجلٌ وحده يسمع صهيل الخيل القادمة من خلف السحب، ونداء الغيب المحتجب، إذ يتدفق هاتفه على شاطئ صدره، فينادي من على منبره: “ألا يا خيل الله اركبي!.. ويا سيوف البرق التهبي!”.. ويَرَى ما ليس يُرَى.. فيبكي!
سيرة “محمد فتح الله كولن”، رائدِ الفرسان القادمين مِن وراءِ الغَيْب… روايةٌ شاعريةُ النفَسِ، واقعيةُ المضمونِ، وَهَّاجةُ النورِ، شاجيةُ القلبِ، وَجَعِيَّةُ الوجدان…
تُغنِّي للأملِ، وتَهْتِفُ للمستَقْبَل.. تُكَفْكِفُ الدَّمْعَ، وتَمْسَحُ الألم!ـ