إلى محمد الماغوط يمتلأ الليلة بريدك الإلكتروني بشماتة الأصدقاء. ويفرغ من الوشاية بريد الله. يمتلأ بريدك بالرسائل فلا أحد يشطب أو يرد. ويمتلأ بريد الله بالمتطوعين للتنقيب عن كلمة السرّ. لم تصل رسائلك إلى الله كأن ثمة من يسرقها في السماء السادسة ؟؟ لم تصل رسائلك إلى الله كأن ثمة من يوصلها إلى الأرض السابعة ؟؟ تُفرغ الليلة ما في حلوقنا من عطش ونملأ كأسك للعابرات. لم تسل واحدة منهن لماذا كلّما عرّيت نهدي تجاهلني الرّعاة ؟ لم تسل واحدة منهن لماذا كلما غادرت جسدي سكنه الطغاة ؟ لم تسل واحدة منهن لماذا نسيت أشجارها في سرير مرّ ؟ لم تسل واحدة منهن لماذا حزنها جارح كالنمر ؟ لماذا جاعت بفخذها وشبع الوطن ؟ لم تفسّر واحدة منهن رغبتها في البكاء أو دمعتها أو لهفتها ولم نقل: كأسك يا وطن، سأخون وطني، وين الغلط. نملأ كأسك ولا نسأل لماذا نملأ كأسك للعابرات.