يتناول الجزء الأول من البحث الأسس الفلسفية والأخلاقية الكبرى التي يتأسس عليها ما أسماه النجار بمشروع «التحضر الإسلامي»، فالحضارة لكي تكون موصوفة بمعاني الإسلامية – على ما يقول المؤلف – يجب أن تتأسس على ثلاثة شروط رئيسية كبرى:
أولا: أن تقوم على مبدأ الاستخلاف الشامل في بعديه العقائدي والشرعي.
ثانيا: أن تلتزم مبدأ الشهادة على الناس لأن الحضارة الإسلامية – على نحو ما يذكر النجار – هي حضارة إنسانية في أساسها التكويني والمقصدي، حضارة تنشد خدمة الإنسان، وتتجه إليه بالترقي الأخلاقي والعمراني سواء في ذاته الفردية أو الاجتماعية.
ثالثا: مبدأ التسخير أو ما اسماه الكاتب بالارتفاق الكوني والذي يعني في دلالته العامة أن التحضر الإسلامي يقوم على تعامل استثماري نفعي لمخزونات الكون ولكن وفق تسديد خلقي قوامه علاقة رفق ولطف بالكون لا علاقة إتلاف أو تدمير أو تلويث.