يعود بقضية التنمية إلى أصولها، بحيث تنبثق بعد ذلك المناهج والنظريات والنماذج التنموية، عن الجذور الممتدة الثابتة، عقيدة، وقيماً، وقواعد ومنطلقات.
وقد خصص الفصل الأول منه للتعريف بالقضايا الفلسفية الأساسية ذات العلاقة بالتنمية، و المنظور الإسلامي لها، ثم تناول الفصل الثاني محاولات فك الحصار الفكري الذي فرض على العقل المسلم منذ بداية تراجعه، وشرح هذه المحاولات من ثلاثة اتجاهات: اتجاه تحديد معايير إسلامية للتنمية، واتجاه تبني دعوة رفاهية المجتمع، واتجاه جعل القيم الإسلامية محور التنمية وخاصته المبينة.
وانطلق الفصل الثالث من الكتاب لإرساء قواعد البناء التنموي فقارن بين الأصول الإسلامية وغيرها من الفلسفات الأخرى، ثم رسم المنهج الإسلامي العام، ثم استخلص من مفاهيم القرآن والسنة خلاصة لمحور التنمية الإسلامية وأغراضهما وشروطها.
وتعرض الفصل الرابع لموضوع القيم وتحدث عن العلم والجمال والعاطفة، ثم اختتم الكتاب ببيان أهمية الربط بين الوحي والخلق، وأهمية انطلاق الفتوى من الشرع ومن الخبرة معا، خاصة في مجالات التنمية، حيث يرى قيام مراكز الإفتاء في الحقول والمراعي ومختبرات العلماء التجريبيين.
إن الكتاب يسهم بشكل فعال في تشكيل منظور إسلامي تنموي وفي تأسيس المنطلقات الفكرية الإسلامية التي لا غنى عنها للمشتغلين بتقديم النماذج التنموية للمجتمعات الإسلامية المعاصرة.