هذا الكتاب كتبه مؤلفه للقارئ المتخصص في الاقتصاد، وغير المتخصص على السواء. فهو يأمل أن يكون ذا فائدة لكلا النوعين من القراء، إنه يصلح كمقدمة إلى علم الاقتصاد، لمن لم يدرس هذا العلم من قبل، كما يصلح كمقدمة إلى نقد علم الاقتصاد توضح أوجه ضعف مهمة في هذا العلم.
يقصد المؤلف بأوجه الضعف ما يقوم عليه علم الاقتصاد، بمختلف موضوعاته، من تحيزات وأهواء تعكس مصالح طبقية أو قومية، أو مناخا ثقافيا أو فكريا معينا لا يلزم بالضرورة أصحاب ثقافات أخرى غير تلك التي نشأ وترعرع فيها علم الاقتصاد.
الكتاب يشرح الأسس غير العلمية التي تقوم عليها مختلف موضوعات علم الاقتصاد: الإنتاج، والاستهلاك، والأثمان، والسكان، والملكية، وتوزيع الدخل في الفكر الرأسمالي والاشتراكي على السواء، ونظرية الناتج القومي والعمالة، والتنمية الاقتصادية، والتجارة الدولية، وتحليل النفقات والمنافع، إنه ينقب عن الفلسفة الكامنة وراء مناقشة معينة ليست في الحقيقة مواقف محايدة وموضوعية ومجردة عن الغرض، كما يظن كثيرون من دارسي علم الاقتصاد، بل مواقف شكلتها نظرة معينة إلى العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، أو فلسفة معينة في الحياة ليس هناك ما يضطر أصحاب نظرة مغايرة أو فلسفة أخرى إلى اعتناقها.