لقد خدعوه ما في ذلك شك. هؤلاء الملاعين الذين قالوا له: يكفي أن تمشي في الشارع بلونك الأسمر و شعرك الأكرت حتى تجد النساء يتساقطن تحت قدميك. بل يكفي أن تقول لأي واحدة أنك مصري حتى ينتهي كل شيء .. و ها هو قد قالها إلى الأن ألف مرة و لم يبدأ أي شيء.
الرجل العربي عندما يزور أوروبا يذهب و لديه الإحساس الداخلي بالهزيمة. الاستعمار ما زال يعيش بداخله رغم خروج القوات الغازية. هزيمتنا في أصلها هزيمة نفسية لن تزول إلا بالتفوق العلمي أو التكنولوجي أو حتى الحربي. ما زلنا نجتر تاريخنا و حضارتنا الآفلة و نبكي على أمجادنا الزائفة و نستعيد الأمل في أن نرجع لما كان. لذا يأمل الرجل العربي عند السفر لأوروبا في غزو الأوروبيين في عقر دارهم و فيما يتصور أنه أعز ما يملكون. في شرفهم أو بالتحديد في شرف نسائهم الذي هو بين أفخاذهم و لا يعلم المسكين أن رجال أوروبا و نسائها شرفهم فردي لا فضل لأحدهم على الأخر و شرفهم أيضا بعيد جدا عن أفخاذهم إذ ارتقى و سمى و على حتى صار الأن في أدمغتهم. إلا أننا نتغاضى عن كل ذلك و نعتبر أن اعتلاء رجالنا لنسائهم هو الشرف العظيم و الفضل الكبير و الفتح المبين.
بطلنا هنا هو أحد هؤلاء الفاتحين الذين ذهبوا ليرفعوا رؤوسنا في بلاد الفرنجة. و مشيها رؤوسنا.