“صارت صورة الدسوقي أمامهم هي صورة الجيش في سيناء، فصار الدسوقي حاضرهم ومستقبلهم وطيبة ماضيهم مذبوحة أمامهم. كان الدم قد وصل إلى أول الدرجات وبدأ ينساب إلى الدرجة الأسفل ليأخذ طريقه هابطا في تأن شديد الوطأة والآلام. كان محسن مزقا جمعتها صدفة ريح، ولن تلبث أن تبعثره العاصفة إلى أركان العالم البعيدة. كان يفكر أن هذا القتل لا يمكن أن يكون نتيجة خطأ، وأن أنور حين صوب المدية كان ضروريا أن يفعل ذلك، وكان منطقيا أيضًا أن يقف الدسوقي بينهما ويموت. ولكن.. آه لو يفهم لماذا؟“
إنها رواية إبراهيم عبد المجيد التي كتبها بعد حرب 1967 وقدمته إلى الحياة الأدبية. رواية تمزج بين ما يحدث على الجبهة أثناء الحرب وما يحدث بين جماعة من الشباب مختلفي الاتجاهات السياسية ويجمع بينهم موقع للدفاع المدني في إحدى الشركات البحرية. حجم المأساة وحجم الدمار وحجم الفوضى وحجم الأمل أيضا