إن هذه العبارة “في رحاب علي” ليست مجرد عنوان لكتاب إنما هي تعبير متواضع عن ذلك الذخر المفيض الذي يجده الميممون وجوههم صوب الحواري العظيم لرسول الله عليه صلاة ربنا وسلامه، فمن عظمة نفسه، ونبل شمائله، وإعجاز بيانه وبلائه تنداح رحاب ليس لها أبعاد، تتلألأ عليها بطولات وتضحيات، تكاد تحسبها – لولا صدقها التاريخي – أحلاماً وأساطير.
وإن مواجهة حياة الإمام في تاريخها المكتوب، لتتطلب جهداً غير عادي من يقظة الذهن وجلد الأعصاب، لقد كانت حياة تتفجر عظمة، وجلالاً، وإعجازاً، ولكنها كذلك تموج بالأسى، وبالهول موجاً، إنها حياة التقى فيها النصر والهزيمة، المقدرة والورع، البأساء والضراء، البطولة والألم، العظمة والمأساة، لقاء بلغ في جيشانه واحتدامه ذروة خطر فريد، يجعل مواجهته ولو في صورة كلان مسطوراً أمراً صعباً ومهيباً، ولا أريد ان أطيل وقفتكم على الباب، فلأفسح لكم الطريق إذن، لتفضوا إلى رحاب، ما أثراها، وما أبرها من رحاب