منطلق هذه السلسلة من الكتيبات أمران، أولهما ما لاحظته من عزوف كبير عن القراءة لدى الشباب خصوصا ولما كنتُ ممن لا يرتاحون إلى إلقاء اللوم على الآخر دوما فقد أردتُ مراجعة دور الكاتب في عزوف القارئ ونويتُ أن أتهم في هذا العزوف طول ما يُكتب في عصر السرعة والاقتصار على التمشي الأكاديمي الدقيق في عصر المقال الصحفي والتدوينة القصيرة. ولذلك لن تجنح هذه السلسلة إلى التطويل وستضع بين يديك أيها القارئ كتيبات أو مقالات
مطوّلة.
أما الأمر الثاني الذي دفعني إلى إنشاء هذه السلسلة فهو جنوح الكثيرين اليوم إلى وجهة النظر الواحدة الجامدة وفقدان مفهوم أساسي هو مفهوم اللطف وتنوع وجهات النظر للموضوع الواحد فالغالب أن نجد قراءة أحدية تجعل رأيا هو الصائب مطلقا وتجعل رأيا آخر خاطئا مطلقا وتجعل من ليس معي ضدّي وتستبدل بالنظر والتدبر قوالب جامدة ونهائية. وقد اخترنا أن نقيم هذه السلسلة في شكل حوار خلافي بين صديقين في مسائل لها بتفسير النصوص الدينية وتأويلها صلة وشيجة