الرواية من نوعية روايات الأجيال .. فهي شبيهة في ذلك بحديث الصباح والمساء لنجيب محفوظ.
رواية ممتعة تأخذنا على أجنحة التاريخ في رحلة مثيرة عبر القاهرة بداية من الحاج أسعد كبير العائلة في زمان لم تكن فيه الصنابير موزعة في كل البيوت ولم تكن الطرقات قد أنيرت بالكهرباء وكان عسكري الدرك يخطر في حواريها هاتفاً مين هناك لتتعاقب الأجيال وتنتهي الرواية قبالة تولية الملك فاروق الحكم.
الرواية في حد ذاتها من أعظم الدراسات الإجتماعية التي شرحت تلك الفترة وأسهبت في وصفها وقد أبدع الكاتب في تصوير مشاهده عبر السرد فنقل إليك الأجواء كاملة .. الشوارع والطرقات والحواري والمسمط والزار والختان والسبوع والحجيج والأفراح والمآتم والموالد والأضرحة التي اختص كل منها بشفاء مرض محدد كما الأطباء! طاسة الخضة وحفلات التزعيف والعوالم وزيارة النسوة اللاتي تأخر حملهن لشجرة المندورة وحواديت الجن والعكوسات وخسوف القمر وما كان يفعله الأهالي حينها في هذا الزمن والأغاني والأهازيج وبداية الفونغراف والسينما.