استوت المدينة على هضبة عملاقة أكسبتها شموخاً، وميزتها عن سائر البلدان من حولها، هوت أفئدة الناس، وتطلعت عيونهم إليها، يقف فى ظهرها جبل المزار كحارس صنديد، يتمكن الزائر من فوقه أن يتمتع بتفاصيل المدينة الساحرة، فيمكنه رؤية مساجدها وكنائسها العتيقة، وقصر الحاكم سهيل، وأسواره البيضاء فى المنتصف، ينحدر ارتفاعها إلى العديد من البلدات، والمدن التابعة لها، وتنتهى حدودها بالبحر فى شمالها، وغربها، والصحراء فى جنوبها وشرقها. يشهد قصر الحاكم اضطراباً بسبب الإستعداد لتتويج الأمير معاوية ولياً للعهد. سيُكمل عامه الثامن عشر بعد انقضاء الشتاء، وهو الابن الوحيد لسهيل حاكم المدينة، تدرب على شئون الحكم، والسياسة منذ نعومة أظفاره، فأظهر براعة فى السيف والقلم، وشهدت له الخ