«إن ما يُسمى عصر النهضة في مراحل التاريخ الأوروبي، عصر شهد بعثًا جديدًا للآداب والفنون والعلوم، وامتدَّ خلال القرنَين الخامس عشر والسادس عشر، ويجوز لنا القولُ بأن دانتي كان يُحتضر طوال هذين القرنَين؛ فقد زال الأدب الذي تُمثِّله «الكوميديا الإلهية» ليحل محله أدبٌ آخر يُعبِّر عن نزعاتٍ جديدة.»
يُؤرَّخ لعصر النهضة على أنه العصر الذي يلي العصورَ الوسطى، وامتدَّ من القرن الرابع عشر وحتى القرن السابع عشر الميلادي، وكان أوجُ ازدهاره في القرنَين الخامس عشر والسادس عشر؛ نتيجةً للاكتشافات الجغرافية وازدهار حركة التجارة وهجرة العلماء اليونان من القسطنطينية إلى جنوب إيطاليا في وقتٍ كانت فيه أوروبا تغطُّ في نومٍ عميق وسط أوحال الخرافات والجهالات؛ مما هيَّأ للقارة العجوز عصرًا جديدًا غير الذي سبقه. وفي روايتهما لقصة الأدب في العالم، يَتتبَّع الكبيران «زكي نجيب محمود» و«أحمد أمين» قصةَ الأدب في أوروبا إبَّان عصر النهضة، من مَوطِنها إيطاليا إلى ألمانيا وإنجلترا مُتوقِّفَين عند شكسبير وأدبه كثيرًا، ثم فرنسا وإسبانيا، ثم لمحة سريعة عن الأدبَين العربي والفارسي في تلك الفترة.