عندما جلس مصطفى الجندي إلى مكتبه، وعندما شغل جهاز الكمبيوتر، وعندما أعد لنفسه بعض الكابوتشينو، وعندما أشعل لفافة تبغ، وعندما قام بتشغيل أغنية خافتة لفيروز، وعندما راح يحدق في الشاشة .. كان يشعر أنه سيكتب عملاً رائعاً.
بعد دقائق بدأ يشعر بالقلق .. الفجوة في الورق غير موجودة .. الفجوة التي يعبر منها كل كاتب إلى عالم الرواية –لو كانت رواية– لا وجود لها، وما يدور هو طقوس محترمة جداً لدين لا وجود له .. يعني هناك مذبح وهناك ترتيل وهناك عذراء متأهبة للتضحية .. لكن لا يوجد شيء تدور من أجله تلك الطقوس.
جلس قلقاً .. يرشف الكابوتشينو ويسحب عدة أنفاس من التبغ .. ثم بدأ يضرب على المفاتيح ببطء وبدأت القصة تتشكل…