كتابة المذكرات ليست بدعا من بدع العصور الحديثة.. بل هى قديمة قدم الإنسان..!! وأضرب لهم مثلا- قدماء المصريين!! فهل كانت كلماتهم المحفورة على الحجارة العتيقة والعريقة إلا ذكرا لتاريخهم, وذكرى لأحفادهم ومذكرات سجلوا فيها ما استطاعوا من وقائع حياتهم ومشاهد أيامهم..؟؟ والشعر العربى فى الجاهلية الأولى, وماقبل الأولى.. هل كان التحليل النهائى له- إلا مذكرات وذكريات ويوميات وحوليات..؟!
وجاء العصر الحديث ليشهد كتابة المذكرات الشخصية المباشرة, يقص فيها صاحبها وكتابها كيف عايش عصره.. وفيم أبلى حياته وكيف عانق قدره وكادت تكون مقصورة على السياسة والأدب..
وبعد.. فهذه “إطلالة” سريعة على مسيرة المذكرات والسير.. أقدمها بين يدى هذه الصفحات التى تنتظم: “قصتى مع الحياة”.. وإذا كان هناك ما أرجوه لها وبها- فأن تكون إضافة لكثير سبقها.. وأن تكون تعريفا وتفسيرا لأيام وأحداث عاشها الكاتب بفكره ووعيه ووجدانه وتجربته “فى قلب الحياة”.. وليس على “هامش الحياة”