إن منطلق الحديث في قضية منهجية الفكر الإسلامي إنما تنبع من أزمة وجود الأمة الإسلامية في العصر الحديث وأسبابها ويكمن جوهر هذه الأزمة في الجمود والقصور والتدهور الذي ألم بمنهجية الفكر الإسلامي وليس لهذه الأمة في أزمتها الحضارية المعاصرة من خلاص إلا بالوعي لطبيعتها الذاتية ومكوناتها الأساسية وذلك بإلقاء المزيد من الضوء على قضية منهج الفكر الإسلامي.
من هذا المنطلق، وفي سبيل الخلاص يقدم الدكتور عبد الحميد أبو سليمان في هذه الرسالة خلاصة فكرة ورؤيته لهذه الأمة الحضارية وسبل الخلاص منها وذلك من خلال نقد وتقييم المنهج التقليدي للفكر الإسلامي، ثم وضع أسس وقواعد منهجية الفكر الإسلامي.
وتؤكد هذه الرسالة على أهمية النظر إلى مستقبلية بناء الأمة الإسلامية وأن مستقبل الإنسانية القلق المهدد على المدى المنظور رهن بنجاح الأمة الإسلامية في إصلاح مناهجها وتقديم النموذج الإسلامي الحي الذي يقدم البديل للحضارة الغربية المعاصرة.