هذا الكتاب محاورَات تُحاول المساهمة، بقدر المتاح، في بناء تصور للإصلاح اللاّهوتي، يسمح بنهوض الذات ورقي الطبائع والوجدان وبإشاعة تصور جديد لعلاقة الإنسان بالعقيدة وبالأديان، محاورات أجراها المؤلف وأمضاها في موقع الأوان مع نخبة مع المحاورين الأشدّاء والأكفاء.
تراهن هذه المحاورات على عودة المثقف الإصلاحي إلى أسلوب المحاورات السّقراطية، وتدعونا إلى إستكشاف نمط جديد من إنتاج المعرفة، قائم على المشاركة والتواصل بدل الإنكفاء في أبراج وهم الإستعلاء الثقافي، لا سيما وقد انكشفت أمامنا اليوم ساحة عمومية (آغورا) جديدة، اسمها الإنترنت، فلا عذر لمن تأسرهم أسطورة الذات المنتجة للمعرفة، ولا عذر لمن يطلب الإنكفاء سبيلاً أو يبتغيه بديلاً.
تحتفي هذه المحاورات بآداب الحوار ويقيم الحب وأخلاق العيش، وهي قبل ذلك تحتفي، أو تحاول الإحتفاء، بثقافة النزوع نحو التنسيب والتشكيك والقدرة على العيش الحرّ بلا حقائق مطلقة ومن دون يقين ثابت يعتقل العقل ويشلُّ الإرادة، إنها دعوة صريحة إلى إستبدال شرائع الخوف والعُنف بشعائر العشق والحب والحرية.