إن قيمة الإنسان يمكن أن تقدّر من قراءة صحيحة لتكوينه في بعديه الجسمي والروحي، سواء بقراءة ذلك التكوين اقتصار على نفس الذات الإنسانية أو مقارنة لها بسائر العناصر من الموجودات الكونية، فكلّ من هذه وتلك تفضي إلى علم بأنّ هذا الإنسان الذي أُعدّ في نفسه، وفي نسبته من سائر الموجودات على هيئته المخصوصة، التي هو عليها بأبعادها التركيبيّة والوظيفية؛ ليس إلاّ على درجات عليا من الرّفعة وعلوّ الشّأن، بحيث يقوم ذلك التكوين مقام الشّاهد اليقيني على تلك الدّرجات العليا.