الرواية عبارة عن رحلة فاطمة، منذ محاولات النسيان وحتى مجابهات الذاكرة، وكل صراعها من أجل الإبقاء على حقوقها الصغيرة وغير المؤذية في هذه الحياة القاحلة التي قرّروها من أجلها. معركتها مع (وليّ الأمر) الذي ينطق باسم الدين تارة، وباسم التقاليد تارة أخرى، في محاولة لاختراق مصفوفة الاستلاب والخروج بانتصارٍ صغير يتمثل في كتابة الشعر.
وفي النهاية، يتضح لفاطمة بأن البطل الحقيقي لحكايتها (ولروايتنا هذه) هو الشعر نفسه، الذي ينقذ حيوات آلاف الناس كلّ يوم، ينقذ أرواحهم من الانمساخ والتفسّخ تحت وطأة الجفاف الروحي والجمالي الذي تكرّسه المجتمعات الشمولية والبطريركية والمادية بمنهجية وبراعة. ما تقولهُ الرواية، باختصار، أن تمسّكنا بالجمال، وإصرارنا عليه، هو فعلُ مقاومة.