إن هذه الصفحات لا تزعم لنفسها أنها تقدم أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) أو تفسرها. إنها تلقى السمع لا أكثر وترسل البصر وراء موكب من أحاديثه الباهرات. وإنى لا أحاول أن أخلع على الحديث معانى أتكلفها، ولا أكلفها غايات لا تريدها، بل أتركها تقودنى وحدها إلى غايتها الباسلة الجليلة، فإذا نحن أمام فتح عظيم لحساب عقل الإنسان وضميره ومصيره. فوحدة المضمون والجوهر القائمة بين بعض الأحاديث وبعضها الآخر تكشف عن موكب عظيم من الاتجاهات الراشدة فى تعاليم الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتوجيهاته من غير أى تدخل من جانبنا ودونما تكلف أو إضافة المهم أن تكون وحدة المضمون الجوهر دليلنا، وعندئذ تعطينا كلمات النبى (صلى الله عليه وسلم) أروع أسرارها.