فى أساطير الإغريق أن برومثيوس هو الذى سرق النار من موكب الشمس ، سرقها وأعطاها للإنسان .. فوهبه النور والدفء .. فأطال نهاره ساعات ، وأطال ذراعه سيوفا وسهاما – فبغير النار لا يستطيع الإنسان أن يجعل الحديد يلين ، وبغير النار لا صناعة ولا طعام .. لقد إرتكب برومثيوس جريمة كبرى فى حق الآلهة ، لأنه أعطى الإنسان سلاحا يقف به ضد الظلام والعواصف والموت وضد الآلهة .. لقد أصبح الإنسان نصف إله .. وعاقبت الآلهة هذا اللص العظيم فربطوه فى حجر وأتوا بنسر يأكل قلبه .. وكلما أكله نبت له قلب ليأكله من جديد .. وإلى الأبد .. ولا تزال حياة الإنسان لحظات مسروقة من الأبدية .. مسروقة الضوء مسروقة الدفء.. والثمن هو غضب الآلهة وقلب السارق العظيم .. وحكأيات ونوادر وطرائف عميقة الدلالة فاتنة الإطار فى كل ما يكتبه أديبنا الكبير الأستاذ أنيس منصور – إننى أدعوك إلى وليمة لا تشبع منها ، مهما أكلت وشربت ومهما طالت جلستك .. بل إننى على يقين من إنك تعود إليها .. وفى ذلك أعظم تحية للكاتب الكبير