م يخطر في بال سعيد بأنَّ الأنسة بثينة ؛ ستكون يوما ما خليلته المقربة له. بحيث لن يتغاض عن حسنها وجمالها وذكرها لحظة واحدة, لِما تحمله من صفات حيوية براقة من شباب وخفة دم ولباقة وحذاقة وسحر جمال أخاذ , تجعلها تتربع على قمة الهرم بين نساء المجتمع قاطبة .
تلك الصفات جعلتها كالجبل الشامخ في نظر من يعنيها ، جبل يصعب تسلقه وتخطي حواجزه دون فكر ثاقب .
كلما فكر فيها تجزه نفسه ، تمنعه من محاولة الخطوة أو المجازفة. كأنَّه بقرارة نفسه الخفية قد وضع حاجزا فاصلا يمنعه من الولوج اليها ،أو التدني من صرحها دون أن تفسح له المجال في ذلك .
ربما للارتباك الذي يشعر به حين يهم بنية الاقتراب منها ، أو لضعف ثقته بنفسه, ولقلة تجاربه الميدانية التي مر بها لها دور في ذلك.
ذلك ما أدى إلى تعقد الفكرة في ذهنه وشل إمكاناته الإغرائية ، والحكيمة.
تلك الأمور جمة وقفت حائلا بين رغبته الآنية وتطلعاته المستقبلية.
ربما عقدة الخوف من الفشل المزمع تحيل بينه وبينها, كجدار الفاصل بين الشك واليقين . حيث للفوارق في مجمل المواصفات رأي و قرار .