الناس مختلفون اختلاف حياة وموت بين يمين ويسار في هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور هناك قتلى يسقطون في كل مكان من العالم لأنهم اختلفوا حول معنى العدالة والسبل التي تحققها.
ولكن العدالة دائما هي أول ضحية تسقط في حرب الشعارات والهتافات واللافتات الكاذبة التي يلوح بها كل الفرق فلا وصول للعدالة أبدا عن طريق الظلم
وإشعال الفتن.
وقد أصابتنا هذه الفتن ضمن ما أصابنا به الإستعمار. حاولوا أن يلقوا بنا نحن الجمع المؤتلف إلى هوة الأمر المختلف ليفرقونا شيعا وأحزابا وليمزقونا أشتاتا لا عزم لها ولا قوة.
وفي هذا الكتاب أحاول أن أضع يد القاريء على جذور هذه الفتنة. وأطرح المسألة من خلال حوار هاديء – أناقش فيه هؤلاء الناس بالأسلوب العلمي الذي يحبونه وأخاطبهم بنفس منهمجهم الذي افتتنوا به وعبدوه.
وقد أوردت ما قاله خالد محي الدين دفاعا عن نفسه حرصا مني على أمانة الكلمة .. وحتى يجد القاريء أمامه كل وجهات النظر معروضة يختار منها ما يشاء له عقله وما تهديه إليه فطرته.