يقول الكاتب: «انحسرت الدنيا من حولي وفي داخلي عندما وجدتني في غرفة صغيرة بيضاء وعلي سرير صغير وجاءت الممرضة بابتسامة رسمية وسألت إن كنت أريد شيئًا فقلت: أريد الذي لا يستطيعه أحد، قالت: ماذا؟ قلت: أن تخففي الألم. حينها تذكرت النبي يونس وهو في بطن الحوت.. وحدة موجعة ….. وأحاول أن أقوم بإعدام الوجود حتي لا يبقي سواي حتي أبقي وحدي مع نفسي لكي أفعل ماذا؟ ولا شيء إنما لكي يتعمق عندي الشعور بالألم فما الذي يستطيعه أحد؟ عندها انفتح الباب ودخل الطبيب وسألني: ماذا تريد؟ فقلت بسرعة: أريد الذي لا تستطيعه: ألا أراك ولا تراني! عبارة فظيعة لا تقال، وحمدت الله أنني لم أقل… فلا انفتح باب ولا دخل طبيب… وإنما تخيلت ذلك فليعذرني حتي لو قلت! ».