يقدِّمُ لنا الدكتور «عبد الغفار مكاوي» واحدًا منْ تلكَ المُؤلَّفاتِ التي تَتركُ قارِئَها في نهايةِ الرحلةِ وقدْ أحاطتْ به التساؤلاتُ والأُحجياتُ التي ليسَ منَ الضروريِّ أنْ يكونَ لها إجابات، بل ربَّما حلُّها يكونُ في المزيدِ منَ الأسئلةِ والبحثِ غيرِ المحدود. فلمْ يهدفِ المؤلِّفُ أنْ يقدِّمَ مَدْخلًا إلى الفلسفةِ وتعريفِها ووظيفتِها كتلكَ التي تَملأُ المَكتبات، بل أرادَ أنْ يُهيِّئَ القارئَ لطرْقِ أبوابِ الفلسفاتِ المختلفةِ والدخولِ في حوارٍ حُرٍّ معَ أصحابِها. وقد وضَعَ الكاتبُ في نهايةِ كتابِه لوحةً زمنيةً بمَعالمِ تاريخِ الفلسفةِ هيَ بمثابةِ قاموسٍ فَلْسفي، مُساعَدةً للقرَّاءِ والباحثينَ للتعرُّفِ على المَعالمِ الكُبْرى في تاريخِ الفِكْرِ الفلسفي.