يتحتم على المفكر المسلم إلى جانب أبحاثه المنهجية الشاملة، أن يقدم رؤاه، ومواقفه، وأحكامه، وتحليلاته، واستنتاجاته، عبر صيرورة الحياة المتدفقة، مركزة، مختزلة، بمقالات، أو ربما بكلمات قصار ولم لا؟ إذا كان القارئ المعاصر بأمس الحاجة إلى معطيات تتدفق بهذا الإتجاه… فلم لا نمنحه بعض ما يريده ويقدر عليه، وسط زحمة الحياة، وصخبها، وركضها، وعنائها؟
أغلب الظن أن عصر (المقالات) الطويلة، المتثائبة، البطيئة، المحملة بالبديع، والمحسنات اللفظية، والتكلف الإنشائي، والمرهقة بعبء كلمات وتعابير وجمال، لا قيمة لها إلا أن تمنح المقال مزيداً من التزين والتبهرج. أغلب الظن أن عصراً كهذا انتهى، أننا إذ ندلف إلى عصر جديد، يتحتم أن نعيد النظر في هذا الفن التعبيري، فنجعله أكثر انسجاماً مع روح العصر، ونبضه، ومتطلباته.. وما دامت فنون التعبير مجرد أدوات ومرايا، تمرر من خلالها، وتنعكس على صفحات معطيات الفكر والوجدان… فلماذا لا نجعلها أكثر قدرة على تحقيق التواصل بين الإنسان والإنسان؟ ،،،،