يقول مارك توين إنه كتب هذه السيرة من أجل لقمة العيش .. والمؤسف حقا إنه خلال كتابته لهذه السيرة فقد ابنته جين مما جعله يتوقف عن الكتابة حتى عاد لها بعد فترة مريرة من الحزن والشعور بالفراغ فتجده يردد لمن بنيت هذا البيت فالفراغ يحيط به بعد خطوب عديدة مرت عليه منها وفاة زوجته ورفيقة دربه وأميرة حياته الزوجة التي قال عنها توين إنها أنبل وأرق وأجمل مخلوق عرفته في حياتي
توين حكى عن قصته مع دور النشر وأول ناشر رفض أن ينشر له وكيف إنه على مدى عشرون عاما كان ساخطا على ذلك الناشر إلا إنه في لقاء لاحق به أبدى اعتذاره ووصف نفسه بأنه أغبى رجل في العالم للقرن التاسع عشر .. بإمكانك أن تقرأ لتوين ساعات دون أن تشعر بالملل إنه كاتب رقيق وحساس ومشاغب يضحكك تارة ويجعلك تشعر بالحزن تارة أخرى يقدم تجارب في الحياة مليئة بالحكمة والحصافة ورجاحة الرأي والفضائل التي يكتسبها الإنسان من خلال تجاربه مع الحياة إلى جانب تلك الظرافة المحببة التي يمتلكها توين والتي خلدته على مر السنين.