ما الذي يتبقى كلَّ ليلة من الليل؟ هل هو ليل آخَر؟ أم هي إشراقاتٌ ولمعاتُ خاطِر كالتي يُتْحِفُنَا بها «عبد العزيز بركة ساكن» في هذا الكتاب؟ حكاياتٌ وحواراتٌ مع الذات ومع الآخر، يقدِّمها لنا كاتبٌ يرى في كلِّ إنسان حكايةً وفي كلِّ نفسٍ تتنفس أسطورة، ويرى أن الأدب نقلٌ للصورة والصوت والزمن من إطار العاديَّة والخُفُوت إلى إطار التجلِّي والإبهار، فالأديب البارع يوظِّف مفرداته اللغوية، وخبراته الحياتية، وعناصر مُحِيطِه بما فيه من كائنات وجمادات، ليصنع — بِوَعْيٍ أو بغير وَعْيٍ — نصوصه الفنية، حاملةً نكهته الخاصة، ومُنْفَتِحَةً على قراءات مختلفة، تتعدَّد بتعدُّد القراء، ويتكشَّف فيها لكلٍّ منهم جمالياتٌ مغايرة. وممَّا يميِّز هذا الكتاب أنه نشاطٌ كتابيٌّ مستمرٌّ لمؤلِّفه، فهو يحدِّثه دوريًّا