منة الله علينا أن جعل القرآن مُيسَّرًا جليًّا للأفهام، فكثيرًا ما كان ربُّنا -عز وجل- يضرب الأمثال تِبيانًا؛ حتى تكون أقربَ إلى عقول الناس، فيعلموا مُرادَها؛ قال الله -تعالى-: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ [القمر: 17]. قال الله -تعالى-: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ [العنكبوت: 43]. وقد قال ابن كثير -رحمه الله- عند تفسير الآية الكريمة مستشهدًا بكلام بعض السلف الصالح -رضوان الله عليهم-: إذا سمعتُ المثل في القرآن فلم أفهمه، بكيت على نفسي، ويذكرون الآية. فهذا ما كان عليه السابقون الأولون مِن فَهْمِهم لآيات الله -عز وجل- ومُراد هذه الأمثال، ولقد كان الهدي النبوي أيضًا مشتملاً على كثيرٍ من الأمثال التي جعلت هدْيَه أقرب إلى أذهان الأعراب وحديثي الدُّخول في الإسلام، على ما كانت عليه من البلاغة اللغويَّة وجمال المثل. وسأسوق لكم -بإذن الله- بعضًا من الأمثال القرآنيَّة والنبويَّة، والتي وردت في عديد من القضايا التي تهمُّ المسلم وتقرِّب له المراد منها.