في أوطاننا تبدو كلمة ” عدل ” مرادفة لأشياء خرافية أخرى مثل : الغول والعنقاء والخل والوفي.. لم يعد أحدٌ يصدق أن هناك شئ أسمه العدل لأنه وكما يبدو أنه أختفى منذ زمن بعيد الله وحده يعلم به.. هذا ما حاول أن يوصله الحكيم للقارئ من خلال مسرحيته ” مجلس العدل ” .. فالمجلس والعدل لا يتفقان معاً وهناك تناقض قديم يحل في جسد الكلمتين، الحكيم كتب برمزيته المعهودة الطافحة بتشاؤمه المعتاد والغارقة في عدميته حول مفهوم العدل في بلادنا، نجح في إسقاط الرمزية ليس على واقعنا فقط، بل أستخدم فيها الثيمة التاريخية لكي يعبر عن بصمت عن التاريخ المسكوب بحبر الظلم والطغيان والتعسف الإنساني..