لا يمكن إنكارُ جهود رجال حملوا مشاعل النهضة العربية الحديثة رغم قسوة ظروف مجتمعاتهم، فتارة يحاربهم الجامدون، وتارةً أخرى يضطهدهم الحكام المُستبدون يريدون أن يسكتوا ألسنتهم عن الحق. من هؤلاء العظام كان الشيخ «عبد القادر المغربي» الذي كانت نشأته العلمية المتينة خير زاد لرحلته الإصلاحية، يدفعه شغفه بالتعلم والاطلاع فيتسع أفقه ويتأثر بآراء الشيخين الإصلاحيين «الأفغاني» و«محمد عبده» التي كانا يجهرا بها في جريدة «العروة الوثقى» فيستشعر أهمية الصحافة، ويرى أنها الوسيلة الوحيدة لإصلاح حال أمته وتخليصها من الجهل والفوضى، فيدبج مقالات قيمة سهلة اللفظ خالية من الصنعة المتكلفة يرصد فيها قضايا مجتمعه، كما يقف بالمرصاد لكل من يتهجم على الدين أو اللغة العربية مستخدمًا أسلوب يقارع الحجة بالحجة، كذلك قدم الكثير من المؤلفات التي عرض فيها وجهة نظره الإصلاحية.