الكتاب محاضرات ألقيت في الدورة العلمية التي نظمتها إدارة الدعوة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، لفائدة الأئمة والخطباء، وبعد أن عاينت الفائدة المباشرة لهذه الدورة، طيلة أيامها العشرة، بفضل ما أحيطت به من جدية وحزم، ها أنذا أرى هذه الخطوة الجديدة، تفريغ المحاضرات وما تخللها من مناقشات، وإعدادها للطباعة والنشر، وقد قمت بمراجعة هذه المحاضرات بعد تفريغها من التسجيلات الصوتية، وأدخلت عليها ما تيسر لي من تصحيحات وتنقيحات، ولكني لم أرد إخضاعها لقواعد التحرير الكتابي، بما فيها من تبويب وترتيب ومحسنات منهجية وأسلوبية، بل أبقيت على مضامينها وتسلسلها وأسلوبها، وعلى عفويتها وطابعها التعليمي الشفوي، لتكون أقرب إلى الأجواء التلقائية التي جرت عليها.
وهى مخصصة لمقاصد الشريعة. ومقاصد الشريعة أصبحت اليوم في عدد من الجامعات الإسلامية علماً ومادة دراسية مستقلة، وسنناقش هذه المسألة إن شاء الله في ثنايا هذه اللقاءات. فالمهم أن هذه المادة أو هذا العلم أو هذا الباب هو موضوع مدارساتنا في هذه اللقاءات وعبر عدد من المحاضرات والمناقشات. ومقاصد الشريعة تتولى وتتضمن البحث عن غرض الشارع وإرادته وحكمته في شريعته. فهي تأمل ونظر وتدبر في فقه الشريعة ونصوصها، ولذلك نحن في هذه المحاضرات كلها قد لا نكون بحاجة إلى معرفة أحكام جديدة ونصوص جديدة، ولكننا بحاجة إلى التدبر في هذه النصوص وهذه الأحكام. فمقاصد الشريعة هي ضرب من التدبر فيما نعرفه من نصوص وأحكام، فما بين أيدينا وما هو في قلوبنا وعقولنا. ورصيدنا العلمي، قد يكون كافياً- وزيادة- كي نقوم بهذه العملية، عملية التدبر والتأمل، وما تفضي إليه في فقه الشريعة ومقاصدها.