بدأ الكتاب بمجموعة من المقالات والخواطر الروحانية الجميلة في مجملها والمليئة بالسخرية والتهكم من حالنا في التعامل مع شهر رمضان الكريم باعتباره شهر الطعام والشراب والعزومات، وشهر شراء ملابس الأعياد وصناعة كحك العيد، شهر نفتح فيه كتاب الله الذي تغطيه الأتربة طوال العام، فنقرأه بقلوب غائبة وبلا تدبر إلا من رحم ربي، ثم ينتهي الشهر فيعود المصحف في مكانه السابق ليغزوه التراب من جديد ونعود نحن لما كنا عليه قبل رمضان وكأن شيئًا لم يكن،
كما تحدث الكاتب عن بعض روحانيات الشهر الفضيل الخاصة به وبأسرته وحارته بطريقة لا تخلو من خفة ظل وصراحة مع النفس أغبط الكاتب عليها، وظل الكتاب على هذا المنوال حتى وصلنا للصفحة الثلاثين بعد المائة، فإذا بي أقرأ قصصًا ذات طابع صوفي، غامضة، غير مفهومة في معظم الأحيان، ولا علاقة لها بما سبقها، فكانت صدمة بالنسبة لي أن تحول الكتاب بهذا الشكل غير المتوقع.