بقيت مسألة حدوث العالم منشأ نزاع الأولين والآخرين في أقوال الرب وأفعاله، وفيها تنازع أهل الملل من المسلمين وأهل الكتاب في كلام الربَ: هل هو قديم النوع أو العين؟ وهل هو قائم به أو مباين له؟ وهل يتكلم بقدرته ومشيئته أو هو لازم له لزوم الحياة؟ وكذلك تنازعوا في دوام الحدوث ووجود ما لا يتناهى منها في الماضي والمستقبل: هل هو ممتنع في الماضي والمستقبل؟
يتضمن هذا الكتاب تحقيق الأستاذ “يوسف بن محمد المقدسي” للنسخة الخطية الفريدة التي تقع ضمن مجموع يضم ثلاث رسائل الشيخ الإسلام ابن تيمية، والنسخة بالأصل من محفوظات مكتبة الجامعة العبرية في مدينة القدس ضمن مجموع يهودا(…) وتبدأ بنص السؤال الموجه إلى شيخ الإسلام من أئمة الذين في هذه المسألة وهو قول القائل: “إن الموجودات، أو إن المخلوقات وجدت أو كانت من عدم، وعن أي شيء صدرت الموجودات بعد أن لم تكن؟ وهل صدورها عن محض المشيئة الأزلية؟، وما الدليل القاطع العقلي على حدوث العالم؟ كل هذه المسائل يجيب فيها ابن تيمية في هذا الكتاب.