تتناول فصوله تعريف الثقافة من عدة وجهات نظر، الجانب النفسي و الجانب الاجتماعي للعلاقة الثقافية، توجيه الأفكار و الثقافة، معنى الثقافة في التاريخ و معناه في التربية، الأزمة الثقافية، تعايش الثقافات و الثقافة في اتجاه العالمية.
و قد أضيف إلى آخر الكتاب، بعد طبعته الثانية، فصل بعنوان “ما ضد الثقافة L’anti Culture”، هو في الأصل مقال كان قد كتبه في إحدى المجلات الناطقة بالفرنسية، و قام بترجمته عمر كامل مسقاوي، تلميذ المؤلف و الوصي على نشر كتبه، و أضافه إلى هذا الكتاب لما رأى من أنه يتمم فكرة المؤلف عن مشكلة الثقافة، و تنفيذاً لوصيته في تبليغ أفكاره إلى قارئي العربية.
جاء هذا الكتاب استجابة لتساؤلات الطلاب الذين كانوا يرتادون مجلس الأستاذ مالك بن نبي في القاهرة مستوضيحين مفهوم الثقافة فيما كتب في (شروط النهضة) و (فكرة الإفريقية الآسيوية)، فشعر بالحاجة إلى جمع أفكاره عن الثقافة و عرضها من جديد في صورة تحليلية تحفز الفكر العربي الإسلامي و تحركه باتجاه اكتشاف الحقائق و المصطلحات بوسائله الخاصة، ووفق المعطيات النابعة من تجربته.