تجتمع في هذا الكتاب المقدمات العشر النقدية التي كتبها المؤلف الطيب الصالح لكتب مختلفة في الشعر وفي الأدب. وتعتبر شهادة هذا المؤلف، بمثابة “شهادة من عالم باللغة، وصاحب ذائقة أدبية رفيعة، أثرى فكرنا ووجداننا بمؤلفاته المتميزة في التحقيق والنقد الأدبي على تعدد وتنوع روافده”، كما قال د.إحسان عباس. كما أنه في نقده للأعمال الأدبية التي قدّمها، لا يبتعد عن النصوص مسافة، ولا يراها بعين الناقد التقنية الباردة، بل على العكس من ذلك، فـ “في مذهبه أن الحب هو الذي يفتح بصيرة الناقد والدارس، ويجعل الشاعر أو الناثر موضوع الدراسة يبوح بما لا يبوح به للدارس الذي يدخل عالمه وهو مبغض له”، كما قال عنه د. حسن أبشر الطيب.
يجد القارئ إذا في هذه المقدمات، خيوطاً من الحب تنساب بين الأسطر التي خطّها الناقد المؤلف. في مقدمة ديوان “غابة الأبنوس”، للشاعر صلاح أحمد إبراهيم الذي يصفه بـ “أكثر الشعراء السودانيين “سودانية” في شخصه وفي شعره”، يدخل المؤلف في شرح أصول الشاعر وسيرته، ويحلل بعضاً من أبياته من الناحية الإنسانية والحسية الوجدانية والفنية.