هذا الجزء الرابع من “مشروع رؤية جديدة” في مرحلة تاريخية ذات خصوصية فكرية بالغة التعقيد والطرافة على الصعيد الفكري العربي. أما أوجه هذه الطرافة وذلك التعقيد فلعلها تفصح عن نفسها بصيغتين رئيستين كبريين، واحدة سياسية اجتماعية وأخرى دينية. ففي الحقل الأول، نلاحظ بروز قوى سياسية جديدة تعلن عن عزمها على تحقيق مجتمع جديد -قديم بدولة جديدة- قديمة، وذلك تحت راية ما اصطلح عليه بـ”الإسلام السياسي”. أما في الحقل الثاني، فيمكن ملاحظة أن اهتماماً بالفكر الإسلامي يجد تجسده أو أوساط فكرية متنوعة الأنساق المعرفية. فإضافة إلى كتاب إسلاميين، يلاحظ أن كتاباً وباحثين علمانيين ودينيين غير إسلاميين في العالمين العربي والإسلامي ناهيك عن أوساط متخصصة وغير متخصصة في العالم الغربي، أخذوا يولون الظاهرة الإسلامية عموماً والفكر الإسلامي على نحو خاص أهمية متعاظمة في إطار البحث التاريخي والميداني الاجتماعي الراهن.