مقدمة في علم الاستغراب يمثل في حقيقته مشروعاً للتراث وللتجديد في نفس الآن. ويقول الدكتور حسن حنفي عن مشروعه هذا بأنه يتكون من جبهات ثلاث: الموقف من التراث القديم، الموقف من التراث الغربي، الموقف من الدافع (نظير التفسير) ويحاول الباحث من خلال هذا المشروع الذي يحمل اسم علم الاستغراب، أن ينقل الخطابة السياسية التي تعود عليها جيلنا إلى مستوى الخطاب العلمي الرصين، فما كان محاولة منذ فجر النهضة العربية الإسلامية الحديثة وما قامت باسمه حركات التحرر الوطني وما روج له القادة السياسيون باسم « فلسفة الثورة » « الوجدانية » « الزنجية »…. الخ. هو الذي يحاول علم « الاستغراب » صياغة دقيقة له، مع الاعتراف كليا بأن علم « الاستغراب » ليس فقط علماً نظريا بل هو ممارسة عملية لجدل الأنا والآخر، تحرر الأنا ثقافياً وحضارياً وعلمياً من هيمنة الآخر.