استراتيجية القرآن التوحيدية ومنطق السياسة المحمدية : مقومات الاستراتيجية والسياسة المحمدية
تفسير فلسفي للقرآن . يسعى الدكتور أبو يعرب المرزوقي ضمن سلسلة ” الجلي في التفسير” التي تتألف من خمسة أجزاء، لإثبات حقيقة أن القرآن الكريم فيه إستراتيجية ما بعد تاريخية، تحدد المبادئ العامة التي تحكم مجرى التاريخ الإنساني رغم كونها ليست تاريخية، وهدفها توحيد الأمة بداية، والإنسانية غاية، لتحقيق القيم الخلقية والروحية في التاريخ الفعلي، أو للبلوغ بالاستخلاف إلى غايته شرطاً لفهم حديث الختم والكونية الإسلاميتين.
كما يسعى لاكتشاف المبادئ العامة التي تُرد إليها إستراتيجية القرآن التوحيدية، ومنطق السياسة المحمدية، ويعني بذلك، تحديد الإستراتيجية القرآنية، منطق السياسة المحمدية، وتحديد التطبيقات نزولاً إلى السنة من القرآن، وتحديد الأسس صعوداً من السنة إلى القرآن، ليصل إلى العلاقة بين فلسفة الدين وفلسفة التاريخ القرآنيتين.
للتأكيد أن في سنة الرسول-صلى الله عليه وسلم- سياسةً تاريخية تحدد نموذج الوصل الفعلي للتاريخ بما بعده، حيث طبقت هذه الإستراتيجية تطبيقاً نموذجياً هدفه تحرير الإنسانية، سالكاً في منهجه طريق المعرفة الاجتهادية مستشهداً بآيات من القرآن الكريم. وقد حدد المرزوقي دراسته في الجزء الأول بأربعة مسائل: تحدث في المسألة الأولى عن إستراتيجية القرآن التوحيدية ومقوماتها الصورية، وفي الثانية عن السياسة أو السنة المحمدية ومقوماتها الصورية، وفي الثالثة أشار إلى محاذير التعامل مع سياسة النبي، وختم بالمسألة الرابعة في التنجيم والتاريخية