الإلحاد ظاهرة إنسانية شأنه في ذلك شان الإيمان، وبالتالي يجب دراسته بموضوعية وجدية بعيداً عن الإنفعال والتشنج إذا كنا نريد أن نفهم العالم الذي نعيش فيه، فاغماض العين عن هذه الظاهرة لا يعني عدم وجودها
ويعتبر هذا الكتاب إستكمالاً لكتاب سبق أن صدر للمؤلف عن هذه الدار بعنوان “الإلحاد في الغرب” حيث تابع هذه الظاهرة منذ عصر الأغريق حتى القرن التاسع عشر، وفي هذا الكتاب يواصل معالجة الإلحاد منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى يومنا الراهن
لقد جربت الإنسانية فيما مضى قتل وإحراق المهرطقين والخارجين عن الأعراف الدينية ثم اكتشفت عدم جدوى الخنق والإضطهاد وممارسة القمع، وإذا كانت الإنسانية استفادت شيئاً من دروس الماضي فهو أن أسلوب الإقناع والجدال بالحسنى هو أفضل وسيلة للتفاهم المتحضر بين البشر؛ هذا هو على أقدر تقدير أسلوب الغرب في مواجهة مشكلاته، وإذا كنا في عالمنا العربي نعاني من الإرهاب الفكري والديني وندفع ثمنه غالباً فهذا يرجع إلى أننا لم نتعلم بعد أدب الحوار ونفضل عليه البلطجة الفكرية والفيزيقية ذلك أن الإلحاد ليس الكلمة الأخيرة ويمكن للمؤمن الذكي أن يستوعب مجادلته قبل أن يتصدى لدحضه أو تفنيده.