شهد حقل الأبحاث الدينية في بلادنا تحولات متباينة منذ مطلع القرن الأخير وهذه التحولات هي نتيجة للتنمية السياسية من جهة كما أنها قد تأثرت بالتحولات العالمية التي طرأت منذ القرن التاسع عشر من جهة أخرى. ثمة الثورة الصناعية و التطور المتسارع لتقنيات الاتصال ولاسيما ظاهرة العولمة، وهي أمور لم تتول إثارة مسائل جديدة بالكامل للباحثين في مجال الإسلاميات وحسب، بل جعلت العقل واللغة في دائرة تلقي الوحي، عرضة للتغيير كذلك. إن التطور الكمي في البرامج التعليمية ومشاريع الأبحاث في مجال الدراسات الدينية، سيؤدي إلى تخطي المسائل والتغاضي عنها بدلاً عن معالجتها، حين يتجرد ذلك التطور عن هاجس تحقيق الجدوى من تلك المشاريع.
هذا الكتاب يجمل بين طياته ترجمة حرفية للأوراق التي قدمت في ورش العمل التعليمية التي عقدت لبحث قضية مناهج البحث في الدراسات الدينية، تولى تقديم تصور واضح لماهية البحث ومرتكزاته الأساسية، وتمييز البرنامج البحثي عن البرامج التعليمية والتبشيرية، إلى جانب تمييزه عن الدراسات المبعثرة. كما تناول ماهية الأبحاث الدينية ونطاقاتها الرئيسة، والقراءتين التقليدية والجديدة للدين.